بسم الله الرحمن الرحيم .. اذا كنت مؤمنا بالله تعالى فلا بد ان يقودك ايمانك الى راحة النفس واطمئنان القلب وسكينة الفؤاد .... لا بد ان تدرك ان الالم الذي تتحمله انتوغيرك وشعبك لن يذهب هدرا ...
لن تذهب الدموع سدى و لن يمضي الصبر بلا ثمرة و لن يكون الخير بلا مقابل و لن يمر الشر بلا رادع و لن تفلت الجريمة بلا قصاص. بايمانك تعلم ان الله تعالى كريم جواد ...هو من وهبك الحياة وهو سبحانه من بيده مقاليد الامور كلها ..و ليس من طبع الكريم أن يأخذ ما اعطى .. او ان يرجع عما اعطى وجاد !! فإذا كان الله منحك الحياة، فلن يسلبها منك بالموت..لذلك فالموت ليس سلبا للحياة.. و إنما هو انتقال بك إلى حياة أخرى..اوسع واعلى واجمل واعظم .. ايمانك يعلمك أنه لا عبث في الوجود و إنما حكمة في كل شيء.. و حكمة من وراء كل شيء.. و حكمة في خلق كل شيء.. في الألم حكمة و في المرض حكمة و في المعاناة حكمة و في الفشل حكمة و في العجز حكمة و في القوة حكمة... الكون كله على اتساعه وعظمته التي تفوق التصور ..امتدا ببلايين البلايين من النجوم والكواكب ...ومع ذلك لا ترى فيه الا النظام لا مكان فيه للفوضى ولا للعبث !! الله مالك كل شيء ...واهب كل شيء ايمانك ...معناه ألا يكف اعجابك و ألا يفتر انبهارك و ألا يتوقف اجلالك لهذا الاله العظيم . فانت أمام كون عظيم ... لوحة متجددة لأعظم المبدعين. ايمانك معناه أن تسبح عينك بما تراه من ابداع و تكبر اذنك ..بما تسمعه من جمال للاصوات ... و يحمد لسانك ووجدانك بما يشعر من عظمة وابداع ... معناه أن يتدفق القلب بالمشاعر و تحتفل الأحاسيس بكل لحظة و تزف الروح كل يوم جديد كأنه عرس جديد. معناه ألا نعرف اليأس و لا نذوق القنوط. معناه أن تذوب همومنا في كنف رحمة الرحيم و مغفرة الغفار.. تلك هي الصيدلية التي تداوي كل أمراض النفوس و تشفى كل علل العقول و تبرئ كل أدواء القلوب. و تلك هي صيحة التحرير التي تحطم أغلال الأيدي و الأرجل و الأعناق و هي أيضا مفتاح الطاقة المكنوزة في داخلنا و كلمة السر التي تحرك الجبال و تشق البحار وكلمة لا إله إلا الله فإنها تطلق الإنسان من عقاله و تحرره من جميع العبوديات الباطلة و تبشره بالمغفرة و تنجيه من الخوف و تحفظه من الوسواس و تؤيده بالملأ الأعلى وتمده بحبل الله الذي لا ينفصم ابدا...تمدك بالثبات والقوة والصمود .. فمن استودع همه و غمه عند الله بات على ثقة تامة و نام قرير العين . ايمانك بالله ..يحعلك في معية الله ... فانت لست وحدك.. بل انت في عناية الله حيث سرت... و تحرسك مشيئةالله حيث حللت. ايمان وامان ...انس وخلة ومحبة . تذوق بها طعم الجنة وانت في دنياك ... انت بايمانك راسخ كالجبال الشم مطمئن ثابت لا تهزك الزلازل ولا تحرك النوازل.. حقا وصدقا ايمانك فيه الدواء الشافي لكل داء... فايمانك يجب ان يعني لك كل ذلك واكثر منه بكثير ودمتم في رعاية الله .
(قلنساوية )